بعت الدكتور محمد عمران رئيس هيئة الرقابة المالية المنتهية ولايته رسالة وداع للعاملين بالهيئة-عقب ظهر اليوم-عبر البريد الإلكتروني
وجه “عمران ” عبر الرسالة الشكر والتقدير لهم على ما بذلوه من جهد لرفعة شأن المؤسسة الرقابية ذات الدور الحيوي في الاقتصاد الوطني، وبما أضحت عليه الهيئة اليوم في مقدمة الهيئات الرقابية القوية والرائدة ذات السمعة الدولية والإقليمية.
وطالبهم باستدامة بذل الجهد والانضباط كى تستمر إنجازات الهيئة بلا توقف.
وكانت ولاية “عمران” الرسمية لرئاسة الرقابة المالية انتهت منذ أغسطس عام2021، وصدر قرارا بالتجديد له لمدة عام.
وقال د.عمران في رسالته أن الهيئة خلال الأعوام الخمسة الماضية لم تكتفِ بالسعي لوجود قطاع مالي غير مصرفي ينمو بوتيرة متسارعة، بل كان تركيزها بشكل كبير على توجيه بوصلة هذا النمو ليكون نمواً بلا أنياب، نمواً يشمل الجميع ولا يتحيز، نمواً يحقق طموحات الوطن ويبسط يديه للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بنفس درجة إقباله على كبريات الشركات
وتابع أنه خلال هذه السنوات الخمس ولأول مرة في تاريخ الهيئة تم صياغة أول استراتيجية شاملة لتطوير الأنشطة المالية غير المصرفية (2018-2022).
وأضاف أنه تم الحرص خلالها على وضع الهيئة في مصاف الهيئات الدولية ذات الأثر الإقليمي والدولي من خلال تواجدها النشط والفعال في المؤسسات والمحافل الدولية حيث توجت الهيئة بجائزة الرقيب الأكثر ابتكاراً وإبداعاً في القارة الأفريقية عام 2018، بالإضافة لاختيار الأمم المتحدة للهيئة لترأس المجموعة الاستشارية للهيئات الرقابية لأسواق المال بالأمم المتحدة في نفس العام.
وفي تقدير دولي لنشاط الهيئة ودورها المهم والابتكاري وتطبيقها لأفضل المعايير الدولية في تنظيم واستقرار الأسواق المالية غير المصرفية في مصر، وكذلك مساهمتها الفعالة في أنشطة المنظمات الدولية ذات الصلة، فقد تم إعادة انتخاب مصر رئيساً للجنة الأسواق النامية والناشئة (GEMC) وفي ذات الوقت نائباً لرئيس مجلس إدارة المنظمة.
هذا بالإضافة إلى إعادة انتخابها للمرة الرابعة عضوًا باللجنة التنفيذية للمنظمة الدولية لمراقبي صناديق المعاشات (IOPS) للعامين 2022 و 2023، كما انضمت الهيئة للمجموعة الاستشارية الإقليمية للشرق الأوسط لمجلس الاستقرار المالي Financial Stability Board (FSB) لأول مرة في تاريخها.
ونوه الدكتور عمران في رسالته بأنه لم يتم الاكتفاء بتنفيذ أول استراتيجية فقط، بل تم إصدار أول نسخة من الاستراتيجية الوطنية للتوعية والثقافة المالية غير المصرفية 2022-2027، لتنمية المهارات المالية الأساسية للمواطن المصري بما يساهم في توسيع قاعدة الشمول المالي للمجتمع.
وكذلك رفع قدرات المواطنين على التخطيط السليم لتقاعدهم والإدارة الكفء لعمليات الإئتمان التي يقومون بها، بالإضافة إلى الانتهاء من صياغة الاستراتيجية الثانية لتطوير الأنشطة المالية غير المصرفية (2022-2026) لتكون نبراساً تهتدي به الهيئة خلال السنوات الأربع القادمة وترسيخاً للإطار المؤسسي الذي تم بناءه خلال الفترة الماضية وتعزيزاً لاستمرار وامتداد الخبرات من جيل إلى جيل تحقيقاً لاستدامة التطوير.
واكد في سطور رسالة الوداع للعاملين بأن خلال السنوات الخمس الماضية لم يكن التركيز على تطوير الأسواق المالية غير المصرفية فقط، ولكن كان هناك تركيز على تطوير الإطار المؤسسي للهيئة العامة للرقابة المالية بما يعزز من دورها الرقابي ويرفع من مستوى كفاءتها وفعاليتها في الإشراف على الأسواق المالية غير المصرفية.
وفي هذا الإطار فقد تم تعديل الهيكل التنظيمي للهيئة ليستوعب استراتيجية الهيئة في التطوير والتواكب مع المتغيرات المحلية والدولية في ممارسة الأعمال والابتكار واستخدام التكنولوجيا وإدارة المخاطر والالتزام والحوكمة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر والتمويل المستدام وتحقيق اهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
كما تم تعديل اللوائح المالية والإدارية للهيئة بما يتناسب مع المتغيرات الاقتصادية وزيادة قدرة الهيئة على جذب الكوادر البشرية المؤهلة، وبما يضمن الاستقرار المالي والاجتماعي والوظيفي للعاملين بالهيئة، وخلق وظائف جديدة تحتاجها الهيئة لتواكب التغيرات المتلاحقة في مجال الاشراف والرقابة، كل ذلك باعتبار أن رأس المال البشري هو أهم ركائز النهوض بالدور الرقابي للهيئة، والمساهمة في خلق قيادات صف ثاني قادرة على قيادة مسيرة التطوير في ظل المتغيرات الدولية الصعبة.
وبحسب عمران” أن الرحلة قد وصلت لمحطتها الأخيرة بعد ما يزيد على خمسة عشر عاماً قضاها كمسئول في القطاع المالي غير المصرفي، وإنه إذ اغادر الهيئة اليوم كأخر يوم عمل له كمن يغادر بيته الذي عاش فيه وتكونت في ذكريات النجاح والإنجازات والتحديات، وسوف يظل هذا البيت عامراً بأهله المخلصين متماسكين يحملون رسالة نبيلة للحفاظ على استقرار الأسواق المالية غير المصرفية وحماية حقوق المتعاملين.
وقال “كنت دائماً وما زلت أخبركم أنى مجرد ضيف عليكم طالت الأيام أم قصرت فلابد من رحيل، ولكنكم أنتم اصحاب البيت وستبقون دائما لتحريك السفينة دائماً للأمام مهما اختلف ربانها، وإن كان فراقكم يحزنني إلا أن عزائي هو ثقتي الكبيرة في قدرتكم على الاستمرار في المسيرة التي بدأناها سوياً وفي الذكريات الطيبة والفخر الذي احمله لهذه المرحلة في حياتي المهنية والوظيفية” .
واختتم عمران رسالته بأنه ينظر إلى الماضي بعين الرضا، أما المستقبل فينظر إليه بعيون يملؤها الأمل في استكمال مسيرة الإصلاح وبناء الدولة المصرية الحديثة والجمهورية الجديدة باقتصاد قوي وواعد ينمو بالقدر الكافي لتحقيق الأمل لشبابه… يتشارك مواطنيه في ثرواته بعدالة ويجني كل فرد ثمار عمله بما يستحق.
وانه لديه يقين في المستقبل ينبع من حقيقة جَلية بأن مصر يقودها ابنٌ أمين وشريف، مُخلص وبَار ذو بصيرة وهمة وإصرار وشعبها الطيب يستحق منا كل تضحية وجهد وإيثار.
المصدر : موقع متناهي