أقام الاتحاد المصري للتأمين بالتعاون مع الشركة الأفريقية ورشة لإعادة التأمين تحت عنوان “التأمين المستدام والطاقة المتجددة”؛ وذلك إستكمالاً للتعاون المثمر بين الاتحاد والشركة الأفريقية من خلال إقامة سلسلة من ورش العمل برعاية الأخيرة.
وجاء ذلك بهدف دعم وتطوير سوق التأمين المصري بحضور حوالى 100 مشارك من شركات التأمين العاملة بالسوق المصرية ومن الهيئة العامة للرقابة المالية.
وافتتح الدكتور طارق سيف، أمين عام الاتحاد الجلسة الأولى للورشة تحت عنوان “دوافع الاستدامة في قطاع التأمين”، موضحاً أن الطاقة المتجددة هي من الأخطار الناشئة التي لا يوجد عنها معلومات أو خبرة اكتتابية كافيه لأمن حيث التعرض Exposure و من حيث سجل الخسارة Loss record ، مما دعى البعض بتسميتها the unknown unknowns، بل أن بعض الكتاب والممارسين وصفو الاكتتاب فيها بأنه اكتتاب دون بصيرة كافية Underwriting in the dark لأن يتم تسعيره وبالتالي ومن هنا تأتى أهمية هذه الورشة للتعرف على طبيعة هذا الخطر وسماته حتى يتسنى للمعنيين بصناعة التأمين تصميم المنتجات التأمينية الملائمة له والقدرة على اكتتابه.
ثم بدأت سينا حبوس، مستشار الاستدامة السابق للهيئة العامة للرقابة المالية وللاتحاد المصرى للتأمين، الجلسة بالإعراب عن سعادتها بوجود هذا العدد من الحضور، طالبة منهم إثراء المناقشات في الجلسة من خلال التفاعل الإيجابى مع المناقشات وإلقاء الأسئلة لأن ذلك سيساهم في تبادل الخبرات.
ثم بدأت في إلقاء المادة العلمية من خلال إلقاء الأسئلة على الحضور وتحليل الإجابات عن تلك الأسئلة حيث تم إلقاء الضوء على عدد من الجوانب الهامة المتعلقة بالاستدامة والتأمين المستدام، منوهةً أن أسباب نجاح شركة التأمين تتمثل في وجود الإدارة الرشيدة للشركة وأن يدرك مجلس إدارتها أهمية التخطيط السليم وفهم ما يحدث في السوق من مستجدات والإطلاع على ما يطرأ على الأسواق العالمية من متغيرات، بجانب فهم إحتياجات العملاء والتغير الذى قد يطرأ على اتجاهات العملاء.
وحول المتغيرات التي قد تؤثر على قطاع التأمين، أوضحت حبوس أن قطاع التأمين يعد أكثر القطاعات تأثراً بالمتغيرات العالمية السياسية والاقتصادية والبيئية وغيرها، والتي منها على سبيل المثال الحروب: والتي تؤثر على أسعار العملات مما ينعكس على أسعار التأمين وإعادة التأمين، وكذلك التطور التكنولوجى المتلاحق والذي يؤثر على الشركة بشكل إيجابى في حالة مواكبتها لهذا التطور حيث يساهم في الحد من عمليات الاحتيال ويزيد من حجم عملاء الشركة ممن أصبحت تصل لهم الخدمات التامينية عن طريق الوسائل التكنولوجية المتطورة مثل التليفون المحمول.
وأضاف أن من هذه المتغيرات العالمية أيضاً إلإطار التشريعي والذي يعد احد الجوانب الهامة التي تساعد شركة التأمين على تطوير أدائها، وكذلك التغيرات المناخية والتدهور البيئي والتي ينتج عنها وقوع الكوارث الطبيعية المفاجئة أو نقص الخامات الأولية والموارد الطبيعية نتيجة للاستخدام الجائر.
واستعرضت حبوس الأخطار التي تحدث نتيجة لتلك المتغيرات، ومنها أخطار مالية، وأخرى متعلقة بالسوق، بالإضافة إلى الأخطار السياسية، وكذلك الأخطار المرتبطة بالسمعة، موضحةً أنه يجب أن يتم التعامل مع هذه المتغيرات بمرونة لتفادى التعرض لتلك الخطار.
كما استعرضت حبوس بعض التقارير العالمية التي تتحدث عن الأخطار التي تواجهها صناعة التأمين، ومنها تقريرالرابطة الدولية لمشرفي التأمين (IAIS) بعنوان المخاطر والاتجاهات الرئيسية التي تواجه قطاع التأمين العالمي 2023-2024، مؤكدةً أنه لا تزال شركات التأمين معرضة بشكل كبير لتغير المناخ، من خلال استثماراتها الكبيرة في “القطاعات ذات الصلة بالمناخ” ومن خلال الزيادة المتوقعة في المطالبات المتعلقة بأحداث الكوارث الطبيعية، والتي قد تؤثر على الربحية وكفاية رأس المال.
وأشارت إلى أنه قد تؤثر الزيادة في أحداث الطقس المتطرفة والكوارث الطبيعية على ربحية شركات التأمين، كما أنها تشكل تحدياً لإدارة رأس المال، وقد تؤدي إلى تعطيل أسواق إعادة التأمين.
وأشارت “حبوس” إلى النشرة السنوية لمنتدى كبار مسؤولي المخاطر CRO لتعزيز ممارسة إدارة المخاطرفي صناعة التأمين 2023، وكذلك تقرير المخاطر الناشئة في التأمين: ما هي المخاطر الرئيسية لعام 2023 وما بعده، منوهةً أن تلك التقارير أوضحت أن أبرز المخاطر على المشهد العالمى هي التغيرات المناخية والمخاطر البيئية وهو ما دفع العالم إلى التفكير في التنمية المستدامة والتي بدأت تتبلور أجندتها في عام 2015 عندما قامت الأمم المتحدة بوضع 17 هدف للتنمية المستدامة.
ثم قامت “حبوس” بمناقشة الحضور بأهداف الأمم المتحدة المتعلقة بالتأمين.
وأوضح الدكتور طارق سيف أن الاتحاد المصرى للتأمين قد أصدر النشرة رقم 180 في عام 2021 والتي تناولت هذا الموضوع بالتفصيل.
المصدر : موقع متناهي