قال المدير الإقليمي لشركة “ديدي” (DiDi) الصينية في مصر وأستراليا ونيوزيلاندا، ليدا شو، إن الشركة تدرس حاليا المساهمة في تدشين مصنع للسيارات الكهربائية في مصر، وذلك بالتعاون مع عدد من الشركات المتخصصة والجهات الحكومية المسؤولة عن ذلك.
وأضاف “شو” في مقابلة مع “العربية Business” أن “ديدي” تسعى من خلال هذه الشراكة المستهدفة لإتاحة فرصة لضم السيارات الكهربائية إلى أسطولها، وذلك على غرار تعاون الشركة مع شركة “بي واي دي” (BYD) في المكسيك، مؤكدا على أن “ديدي” ستواصل تقييم الفرص المتاحة لتسهيل حلول النقل الكهربائي في مصر بأسعار مناسبة.
“نحن مدركون أن دعم الحكومة وتطوير البنية التحتية سيكونان ضروريان لاعتماد السيارات الكهربائية على نطاق واسع في مصر”، وفقا لـ “ليدا”.
وكشف عن أن عدد مستخدمي منصة “ديدي” النشطين في مصر يبلغ 10 ملايين مستخدم سواء رُكاب أوسائقون حالياً، مشيرا إلى أن الشركة تستهدف نمو في قاعدة المستخدمين بنحو 20% خلال عام 2025.
“ارتفعت أعداد الرحلات الشهرية عبر منصات الشركة بنسبة 25% من نهاية 2023 حتى سبتمبر 2024، كما ارتفع متوسط مسافة الرحلة بنسبة 80% منذ عام 2021، بجانب زيادة عدد السائقين المسجلين على المنصة بنسبة 685% منذ 2021″، بحسب ليدا.
وأضاف أن “ديدي” ضخت استثمارات كبيرة في السوق المصرية بهدف تعزيز الكفاءة وتحسين جودة الخدمات، لتصبح التطبيق الأول من حيث عدد الرحلات بحلول أواخر عام 2024، مستهدفين ضخ مزيد من الاستثمارات، رافضا تحديد قيمة بعينها.
وأوضح أن الاستراتيجية الاستثمارية للشركة في مصر تعتمد على ركيزتين أساسيتين: الأولى هي تحسين تجربة الركاب والسائقين باستمرار من خلال تعزيز كفاءة الخدمات بأسعار مناسبة، أما الثانية فتتمثل في الاستثمار بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وميزات السلامة لتطوير المنصة، بدعم من مراكز التقنية العالمية.
وقال ليدا إن الشركة تتابع احتياجات السوق المصرية بدقة، وفي حال تبين وجود طلب استراتيجي على إنشاء مركز بيانات في مصر ستدرس ذلك –بالفعل- بالتعاون مع الجهات الرقابية المختصة لاتخاذ القرار الأمثل، موضحا أن الشركة في مصر تعتمد حاليا على مركز بياناتها التقني الرئيسي في بكين، والذى يعد العمود الفقري التكنولوجي لمنصتها.
وأشار إلى أن الشركة حريصة على إقامة شراكات استراتيجية في مصر لتحفيز السائقين على استخدام الغاز الطبيعي المضغوط، وذلك من خلال توقيع برتوكول مع شركة ماستر جاس منذ أيام.
وأكد على أن “ديدي” ملتزمه بالنمو طويل الأجل في مصر، على الرغم من قدرتها من تحقيق ربحية في الوقت الحالي، مستهدفة توسيع قاعدة مستخدميها ومزيدا من التوسع الجغرافي بمعظم المحافظات.
“ديدي” تقدم خدماتها حالياً لأكثر من 631 مليون مستخدم نشط في 15 دولة حول العالم، لكن مصر لها أهمية استراتيجية بالنسبة للشركة، وتمثل السوق الرئيسية وبوابة الدخول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، بحسب المدير الإقليمي للشركة.
وقال شو ليدا إن الشركة مستمرة في دراسة فرص التوسع الإقليمي بعناية، وتقييم الفرص المتاحة لاتخاذ القرار المناسب.
وعن تسعير الخدمة في مصر وتأثرها بالتداعيات الاقتصادية الأخيرة، قال ليدا إنه تم تعديل الأسعار بزيادة بلغت نحو 20% مؤخراً، وذلك نظراً للتغيرات الاقتصادية الطبيعية، بما في ذلك تقلبات أسعار العملات، التى أثرت على تكاليف الرحلات.
“نحن ملتزمون بتقديم خيارات تسعير مرنة وميسورة التكلفة مثل ديدي فليكس -أحد أكثر الخدمات شيوعاً، واختاره 75.62% من الركاب كونه يتيح التفاوض على الأجرة بين الطرفين- مما يوفر مرونة أكبر مقارنة بالمنافسين”، وفق ليدا.
وتسعى “ديدي” لتوسيع أعمالها في عدد من المحافظات المصرية، حيث تتواجد حالياً في الإسكندرية، والقاهرة ومدن رئيسية أخرى مثل دمياط وطنطا والمنصورة، ومؤخراً، توسعت في الغردقة، والإسماعيلية، والسويس، وبورسعيد، وفق ليدا، والذي قال إن الشركة تركز على المناطق الحضرية الكبرى التي تشهد طلباً مرتفعاً على خدمات النقل الذكي، بالإضافة إلى المدن السياحية الموسمية مثل مرسى مطروح والعلمين الجديدة والساحل الشمالي.
وأشار ليدا إلى اعتماد “ديدي” على تقنيات الذكاء الاصطناعي في توقع الوجهات التي يقصدها المستخدمون بدقة تفوق 90% وفي غضون 0.002 ثانية.
وأضاف ليدا أن ذلك يسهل تحليل أنماط الرحلات ومواقع الالتقاط وأوقات اليوم للتنبؤ بتفضيلات المستخدم، مما يقلل الخطوات اللازمة لحجز الرحلة، كما يوجد محرك الذكاء الاصطناعي “DiDi Brain”، وهو نظام قائم على الحوسبة السحابية يقوم بمعالجة بيانات النقل في الوقت الفعلي خلال أجزاء من الثانية، مما يعمل على التوفيق بين العرض والطلب.
المصدر : العربية