كشف جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) أن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال أعلى من المستوى الذي يشعر فيه صناع السياسة النقدية بالارتياح، بحسب شبكة “سي إن بي سي”.
وأشار باول، في خطابه الرئيسي بالاجتماع السنوي لبنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي بجاكسون هول بولاية وايومنج الأمريكية أمس، إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيظل مرنًا بينما يفكر في المزيد من التحركات، لكنه لم يعط مؤشرًا يذكر على أنه مستعد لبدء التيسير (الخفض) في أي وقت قريب.
وقال: “على الرغم من أن التضخم قد انخفض من ذروته- وهو تطور مرحب به- إلا أنه لا يزال مرتفعا للغاية”.
وتابع: “نحن على استعداد لرفع أسعار الفائدة أكثر إذا كان ذلك مناسبا، ونعتزم الحفاظ على السياسة عند مستوى مقيد حتى نكون واثقين من أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو هدفنا”.
ويشبه الخطاب التصريحات التي أدلى بها باول العام الماضي، والتي حذر خلالها من احتمال حدوث “بعض الألم” مع استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في جهوده لسحب التضخم الجامح إلى هدفه البالغ 2%.
وأشار باول، خلال خطابه، إلى أنه من السابق لأوانه إعلان النصر، حتى مع وجود بيانات هذا الصيف لصالح بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى حد كبير.
وشهد شهرا يونيو ويوليو تراجعًا في وتيرة زيادات الأسعار بالولايات المتحدة، مع ارتفاع التضخم الأساسي بنسبة 0.2% لكل شهر، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل.
وقال باول: “إن القراءات الشهرية المنخفضة للتضخم الأساسي في يونيو ويوليو كانت موضع ترحيب، لكن شهرين من البيانات الجيدة ليست سوى بداية لما سيتطلبه الأمر لبناء الثقة في أن التضخم يتحرك نحو الانخفاض بشكل مستدام نحو هدفنا”.
وتأتي تصريحات باول في أعقاب سلسلة من 11 زيادة في أسعار الفائدة الأمريكية، دفعت سعر الفائدة الرئيسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى نطاق مستهدف يتراوح بين 5.25% و5.5%، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من 22 عامًا.
بالإضافة إلى ذلك، خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي ميزانيته العمومية إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عامين، وهي عملية شهدت طرح سندات بقيمة حوالي 960 مليار دولار منذ يونيو 2022.
كانت الأسواق في الآونة الأخيرة تتوقع فرصة ضئيلة لرفع أسعار الفائدة الأمريكية مرة أخرى في اجتماع سبتمبر للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية بالفيدرالي الأمريكي، لكنها تشير إلى فرصة بنسبة (50-50) تقريبًا لزيادة نهائية في جلسة نوفمبر.
وأظهرت التوقعات الصادرة في يونيو أن جميع مسؤولي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تقريبًا يتوقعون ارتفاعًا آخر محتملًا هذا العام.
ولم يقدم باول إشارة واضحة إلى الطريقة التي يرى أن القرار سيسير بها.
وبحسب سي إن بي سي، قال باول: “في الاجتماعات المقبلة، سنقيم التقدم الذي أحرزناه بناءً على مجمل البيانات والتوقعات والمخاطر المتطورة”.
وتابع: “بناءً على هذا التقييم، سنتحرك بعناية عندما نقرر ما إذا كنا سنزيد من تشديد السياسة النقدية أو بدلاً من ذلك، سنبقي سعر الفائدة ثابتًا وننتظر المزيد من البيانات”.
وارتفع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بشكل مطرد منذ بدء رفع أسعار الفائدة، ويسير الربع الثالث من عام 2023 بوتيرة نمو بنسبة 5.9%، وفقًا لبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا. وظل التوظيف قويًا أيضًا، حيث ظل معدل البطالة يحوم حول أدنى مستوياته التي شوهدت آخر مرة في أواخر الستينيات.
المصدر : شبكة CNBC