قررت لجنة السوق المفتوحة بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، اليوم الأربعاء، ثبيت أسعار الفائدة للمرة الثانية خلال عام 2023.
يأتي القرار متوافق مع توقعات السوق بشأن التوقف المؤقت عن رفع أسعار الفائدة اليوم للمرة الثانية خلال العام الحالي بعد تباطؤ التضخم، على أن يُترك المجال مفتوحاً أمام تطبيق زيادة أخرى في مطلع نوفمبر المقبل.
ثبتت لجنة السوق المفتوحة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة عند نطاق يتراوح بين 5.25% و5.50%، بعد أن رفع البنك معدلات الفائدة في اجتماعه الماضي ليوقف قرار اليوم سلسلة من الزيادات استمرت لأحد عشر اجتماعًا.
أشار المركزي الأمريكي أيضًا إلى أنه لا يزال يتوقع برفعًا آخر قبل نهاية العام وتخفيضات أقل مما أشير إليه سابقًا في العام المقبل، مضيفًا أن الزيادة النهائية المرتقبة، إذا تحققت، ستكون ذروة دورة التشديد.
واستنادا إلى الوثائق التي صدرت اليوم الأربعاء عن المركز الأمريكي، يبدو أن هناك انحيازا نحو سياسة أكثر تشديدًا لفترة أطول فيما يتعلق بأسعار الفائدة.
أظهرت التوقعات الصادرة في مخطط الاحتياطي الفيدرالي احتمالية إقرار زيادة واحدة أخرى هذا العام، ثم القيام بتخفيضين في عام 2024، أي أقل مرتين مما تمت الإشارة إليه خلال التحديث الأخير في يونيو. وهذا من شأنه أن يجعل سعر الفائدة الرئيس نحو 5.1% خلال 2024
واقترح 12 مشاركا في الاجتماع رفع آخر لأسعار الفائدة، في حين عارض سبعة منهم. كما ارتفعت توقعات سعر الفائدة لعام 2025، مع متوسط التوقعات عند 3.9%، مقارنة بـ 3.4% سابقًا. وعلى المدى الأطول، أشار أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مرة أخرى إلىة أن معدل فائدة قد يبلغ 2.9% في عام 2026.
وتعد توقعات أسعار الفائدة لـ2026 أعلى مما يعتبره بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة “المحايد” الذي لا يعد محفزا أو مقيدًا للنمو. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها اللجنة نظرة على عام 2026. ويجدر الإشارة أن معدل الفائدة المحايد المتوقع استقر على المدى الطويل عند 2.5%.
وإلى جانب توقعات المعدلات، قام الأعضاء أيضًا بتعديل توقعاتهم للنمو الاقتصادي لهذا العام بشكل حاد، حيث من المتوقع الآن أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.1% هذا العام. وكان هذا أكثر من ضعف تقديرات شهر يونيو ويشير إلى أن الأعضاء لا يتوقعون الركود في أي وقت قريب. وارتفعت توقعات الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024 إلى 1.5% من 1.1%.
بدأ المركزي الأمريكي سلسلة التشديد في مارس الماضي، حيث رفع الفائدة في مارس إلى (0.25%: 0.50%)، وفي مايو إلى (0.75%: 1.00%)، و في يونيو الماضي إلى (1.50%: 1.75%)، وإلى (2.25: 2.50) في يوليو.
وفي نوفمبر المنصرف رفع إلى (2.50%: 3.25%) وهو أعلى معدل فائدة منذ 2008 في سبتمبر (إلى 3.75%: 4%)، أما عن الزيادة الأخيرة للعام الماضي فقد رفع الفائدة من (4.25%:4.5%) وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2007.
وخلال الاجتماع الأول في 2023 رفع بمقدار 25 نقطة أساس إلى (4.50%: 4.75%)، ثم رفع بمقدار 25 نقطة أساس إلى (4:75%: 5%) في مارس الماضي، وفي مايو شهد الزيادة بمقدار 25 نقطة أساس إلى (5%: 5.25%).
وقام البنك بالتثبيت الأول في يونيو (5%: 5.25%)، ليعود في يوليو بزيادة جديدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى (5.25%: 5.50%)، وصولًا إلى التثبيت الثاني للفائدة خلال اجتماع اليوم في سبتمبر عند (5.25%: 5.50%).
تسارع التضخم السنوي في أمريكا إلى 3.7% للمرة الأولى منذ يونيو 2022 خلال أغسطس بأعلى من التوقعات، التي كانت عند 3.6%، حيث دفعت الزيادة الحادة في أسعار الطاقة التضخم إلى الارتفاع قرب نهاية الصيف.
ولا يزال نمو الأسعار أقل بكثير من معدلات التضخم المرتفعة لعقود من الزمن، والتي شهدناها في الصيف الماضي، عندما بلغ المعدل ذروته عند 9.1% في يونيو. ومع ذلك، فإن الزيادة في التضخم تعني أن الاقتصاد الأمريكي أبعد عن المعدل المستهدف لمجلس الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
المصدر : موقع متناهي