باتت مصر الآن تقدم ثالث أعلى عائد على السندات بالعملة المحلية بين 23 اقتصادًا ناميًا تتابعها بلومبرغ، وبمتوسط عوائد يقترب من 30%
وذلك بعد الخطوة المفاجئة للبنك المركزي المصري برفع الفائدة بـ600 نقطة أساس في السادس من مارس الجاري وما تلى ذلك من تراجع حاد في قيمة الجنيه المصري.
ويأتي ذلك بعد أن خسرت السندات المحلية المصرية 10% العام الماضي فيما بلغ متوسط العائد في الأسواق الناشئة 6% بحسب مؤشر بلومبرغ، وهو ما أعاد إلى الواجهة احتمالية عودة الأموال الساخنة إلى مصر وسط المراهنة على العوائد المرتفعة.
وفي ظل هذه الأجواء تعود إلى الذاكرة الأزمة التي تلت الحرب الروسية في أوكرانيا التي شهدت انسحاب 23 مليار دولار في غضون أشهر ،بعد أن كانت الأموال الساخنة قد تدفقت إلى البلاد بعد تعويم الجنيه في 2016.
ويبقى تكرار ما حدث في التعويم السابق خلال الفترة الحالية يعتمد على سعر الجنيه، وما إذا بقي مستقرا بعد تحرير سعر صرفه، وهو ما تتوقعه البنوك الدولية في الفترة المقبلة مع تدفق الاستثمارات والأموال من الخارج، فقد أوصى مصرف “جي بي مورغان” مثلاً بشراء أذون الخزانة المصرية لأجل عام.
وفي آخر عطاء قامت به وزارة المالية المصرية يوم الخميس الماضي، كان الإقبال قويا جدا حيث تلقت الأذون لأجل عام عروضا تجاوزت 13 ضعف القيمة المطلوبة فيما تلقت الأذون لأجل 6 أشهر عروضا تجاوزت 4 أضعاف المطلوب، حيث وصلت العروض لنحو 130.6 مليار جنيه.
وتراجع متوسط العائد على الأذون لأجل عام من 32.30% الأسبوع قبل الماضي إلى 30.14% الأسبوع الماضي، بينما تراجع متوسط العائد على الأذون لأجل ستة أشهر من 31.84% الأسبوع قبل الماضي إلى 29.91% الأسبوع الماضي.
وجمع المركزي المصري نيابة عن وزارة المالية المصرية 217.9 مليار جنيه من بيع أذون الخزانة لأجل عام و46.8 مليار جنيه من بيع أذون الخزانة لأجل ستة أشهر يوم الخميس، وفق البيانات المنشورة على موقع المركزي.
يذكر أن المركزي طرح عطاء أذون خزانة أجل عام وستة أشهر يوم الخميس الماضي بقيمة 60 مليار جنيه.
ما هي الأموال الساخنة؟
الأموال الساخنة أو ما يعرف بـ Hot Money: هي جميع التدفقات المالية التي تدخل الدول أو تخرج منها بهدف الاستثمار والاستفادة من وضع اقتصادي خاص فيها، مثل ارتفاع معدلات الفائدة أو تدني سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي، وغالبا ما تكون هذه الأموال موجهة نحو الاستثمارات قصيرة الأجل، بحسب هارفرد بيزنس ريفيو.
وتضمن الأموال الساخنة حصول المستثمرين على معدلات فائدة مرتفعة، وتتحرك هذه الأموال من الدول التي تكون فيها أسعار الفائدة منخفضة إلى الدول ذات معدلات الفائدة المرتفعة.
المصدر : العربية